يعد تنظيم التقنيات الناشئة من أهم القضايا المطروحة في القرن الحادي والعشرين، ويتعلق أساساً بالمبادرات العامة والخاصة والاجتماعية، التي تحدد كيفية استخدام التقنيات الرقمية، وتطويرها بمسؤولية. وتتناول هذه الدراسة الإطار الجديد لتنظيم تقنيتي البلوك تشين والذكاء الاصطناعي، وترصد منظومة التقنيات الناشئة في القطاعين الصناعي والعام، وفي المجتمع المدني، وتحدد أبرز الجهات الفاعلة في القطاعين العام والخاص، وفي منظمات المجتمع المدني ودوافعها الرئيسية، وتحلل أوجه التشابه والاختلاف بين تلك الدوافع، وتأثيرها المحتمل في تنظيم التقنيات الناشئة مستقبلاً. ولا خلاف في أن هذه التقنيات تمثل حاضر النمو الاقتصادي ومستقبله، غير أنها تمثل في الوقت نفسه مخاطرة كبيرة على المجتمع، ونجد كذلك ارتباكاً واختلافاً كبيرين بين الجهات الفاعلة بشأن التوازن الدقيق بين ترويج هذه االبتكارات وتعزيزها، وتقليص المخاطر الناجمة عنها. وفي حين تدعو بعض الأصوات داخل قطاع الصناعة إلى اعتماد التنظيم الذاتي، تطالب أصوات أخرى بسن قوانين صامة، و وضع تشريعات حكومية؛ لمراقبة هذه التقنيات، ويرجح أن تظل هذه الاختلافات قائمة في المستقبل المنظور، وقد تعوق وضع الأطر التنظيمية في مختلف السلطان القضائية.