يقدم إلينا روبرت إتش. لاتيف، اللواء المتقاعد من القوات الجوية الأمريكية، رؤيته لـ "حرب المستقبل"، في كتابه الذي ينتقد فيه القيادة السياسية الأمريكية الحديثة، ويحذر من التطور في مجالات التكنولوجيا العسكرية والمدنية، وتأثيرها المحتمل في طريقة شن الحروب مستقبلاً؛ واصفاً الولايات المتحدة الأمريكية بأنها "وقعت فريسة لإغواء التكنولوجيا، وأدمنتها". ويتناول الكتاب سيناريوهات متنوعة للحرب؛ وعن طريقها يشرح أفكاراً كثيرة، من أهمها طبيعة حروب المستقبل، التي لن تكون فيها معارك بين جيوش وطنية، أو ميليشيات غير رسمية؛ بل ستستخدم فيها أسلحة غير تقليدية، كالهجمات السيبرانية، والأدوات المالية المشتقة، وأسلحة تقليدية بطرق جديدة. كما يسرد المؤلف تطور طبيعة الحروب من الجيل الأول، التي كانت تتضمن مواجهات مباشرة بين جيشين، مروراً بالجيلين الثاني والثالث، وانتهاءً بحروب الجيل الرابع، التي سيخرج الصراع فيها عن نطاق الجيش؛ ويعتمد على ضرب الأهداف السياسية والثقافية والاجتماعية. كما يسلط المؤلف الضوء على الصدمة النفسية الهائلة التي يتحملها الجنود لتنفيذهم جرائم قتل تقرها الدولة؛ داعياً للعودة إلى نظرية الحرب العادلة، والتزامها بصرامة.