كتاب قصة السياسة الإٍسرائيلية، من تأليف الصحفي والمحلل الإسرائيلي أميت سيغال، صدر في يوليو 2022، ويتكوَّن من 12 فصلًا، يختصر فيها سيرة كلٍّ من رؤساء وزراء إسرائيل في قرار اتخذه, ويعرض أثرَ هذه القرارات في بلورة السياسة الإسرائيلية، ومشاهدَ من نجاح الساسة الإسرائيليين وفشلهم، منذ تأسيس الدولة حتى منتصف 2021 بتولِّي حكومة "بينيت–لابيد" برئاسة نفتالي بينيت. يبدأ الكتاب بقرار بن جوريون تبنِّي نظام حكم لا مثيل له في العالم، ومرورًا بقرار مناحم بيجن تشكيلَ المعسكر القومي، وقرارِ ليفي أشكول تشكيلَ حكومة وحدة وطنية، ثم تشكيل بيريز وشامير حكومةَ التناوب الأولى، ووصولًا إلى حكومة تناوُب يرأسها أولًا رئيسُ حزب يملك سبعة مقاعد فقط في البرلمان. ويقدِّم الكتاب فهمًا عميقًا لتطورات السياسة الإسرائيلية، والظواهر الكامنة وراءها، والتفاعلات بين التيارات السياسية في إسرائيل، وأثرها في تشكيل الحكومات الإسرائيلية، وصياغة سياساتها تجاه كثير من القضايا ذات الصلة بالمواطن والدولة. ويروي سيغال قصص صعود رؤساء الوزراء وسقوطهم على مدى أجيال، ويقدم نظرة عامة ممتعة إلى صندوق الانتخابات الإسرائيلي. ونرى في "قصة السياسة الإسرائيلية" قادة الدولة بشرًا يخطئون ويصيبون، تتحكَّم فيهم طموحاتهم الشخصية، وتقودهم أهواؤهم ونِقاطُ ضعفهم، بعكس الصورة النمطية لبعضهم لدى الجمهور الإسرائيلي. ويقارِن سيغال بين النظم السياسية المستقرِّة ذات التقاليد الراسخة مثل بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، والوضعِ السياسي في إسرائيل، وكيف تأثرت اللغة العبرية والثقافة بالواقع اليهودي على مرِّ العصور، ويشرح انعكاس ذلك على التفاعل السياسي داخل إسرائيل. ويضع سيغال يده على أسس مشكلات الحياة السياسية الإسرائيلية وفسادِها، ما بين ابتزاز الأحزاب الصغيرةِ الأحزابَ الكبرى مقابل الانضمام إلى ائتلاف حكومي، ودورِ نسبة الحسم اللازمة لتمثيل أي حزب بالبرلمان في صعود تلك الأحزاب الصغيرة، وكذلك تراجعِ قادة الأحزاب عن وعودهم لناخبيهم في أثناء الدعاية الانتخابية، واختفاءِ الأحزاب، وعودتِها، أو اندماجِها في أحزابٍ أخرى. كما يلقي الضوء على العلاقة الوثيقة بين الإعلام والسياسة في إسرائيل.