تملك دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيَّة إمكانيَّات ضخمة من الطاقة المتجدِّدة، ومستقبلًا واعدًا ضمن الخريطة العالميَّة للطاقة، وفرصةً كبيرةً لتحقيق مزيد من النمو والتنوُّع الاقتصادي، يُعَدُّ مطلبًا رئيسيًّا، وهدفًا استراتيجيًّا ضمن أولويات حكومات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وخططها. وكونها طاقةً نظيفةً ومستدامةً؛ فهي تسهم في التوفيق بين حماية الموارد البيئيَّة، ومتطلبات التقدُّم؛ ومع أن الطاقات الأحفوريَّة تشغل الجانب الأكبر من استخدامات الطاقة عالميًّا؛ فإن العالم يتجه إلى الاستثمار في الطاقة المتجددة بخطًا حثيثة. وأمام هذه التحوُّلات الاقتصاديَّة تبرز الحاجة إلى دراسة واقع الطاقة المتجدِّدة في دول المجلس، وإمكانيَّاتها، وتحليل تطوُّراتها وآفاقها المستقبليَّة؛ إذ تشهد منطقة الخليج العربي تحوُّلات كبيرة في مشهد الطاقة؛ ما يطرح تحديات كبيرة، ويفتح فرصًا جديدة للسنوات المقبلة، والرسالة الأساسيَّة لواضعي السياسات في الحكومات الخليجيَّة هي أن لبقاء الأمور على حالها في قطاع الطاقة بالمنطقة آثارًا سلبيَّةً كبرى؛ ويجب التحرُّك نحو سياسة استباقيَّة سريعة لإصلاح الوضع. ومع توافُر مصادر الطاقة البديلة، والانخفاض المتواصل في تكلفتها، تركِّز دول كثيرة على تنميتها واستغلالها؛ فما واقع قطاع الطاقات البديلة في دول الخليج؟ وأين هي من هذا التنافس الجديد في مجال الطاقة؟ وما مبادراتها لتحسين كفاءة الطاقة وسياسة الدعم؟ وهل تستطيع مواكبة العصر، وتحويل اقتصاداتها القائمة على الطاقة الأحفوريَّة إلى اقتصادات بأنظمة طاقة مستدامة؟ هذه الأسئلة وغيرها هي محل الدراسة والتحليل في هذا الكتاب.